مشكلة التوحد عند الأطفال
مشكلة التوحد عند الأطفال تعتمد على قدرة الطفل في التواصل واستخدام اللغة، فقد لا يتمكن بعض الأطفال المصابين بالتوحد من التواصل باستخدام الكلام أو اللغة، وقد يكون لدى البعض مهارات تحدُّث محدودة للغاية، وقد يكون لدى الآخرين مفردات غنية ويكونون قادرين على التحدث عن مواضيع محددة بتفصيل كبير، ويعاني الكثيرون من مشاكل في معنى وإيقاع الكلمات والجمل، كما أنهم قد يكونون غير قادرين على فهم لغة الجسد ومعاني النغمات الصوتية المختلفة، تؤثر هذه الصعوبات على قدرة الأطفال في التفاعل مع الآخرين، وسنتعرف إلى أسباب تلك المشكلة، وأعراضها، وكيف يمكن علاجها أو التقليل منها، وكيف تعرف إذا ما كان طفلك عنده توحد أم لا في موقعنا المتميز.
مشكلة التوحد عند الأطفال
التوحد هو عبارة عن إعاقة تطورية تؤثر على الجهاز العصبي للطفل ونموه وتطوره، وإليكم بعض التفاصيل الخاصة به، في النقاط التالية:
- يمكن أن يسبب مشكلات اجتماعية وتواصلية كبيرة.
- كما أنه يشير إلى مجموعة واسعة من الأعراض والمهارات ومستويات الضعف التي يمكن أن يعاني منها الأشخاص المصابون بالتوحد، ويمكن أن يكون خفيف أو شديد.
- إذا تم تشخيص طفلك بالتوحد، فتحدث إلى الخبراء حول وضع إستراتيجية علاجية لبدء التوصل للحلول المناسبة حسب إهتمامات طفلك.
- غالبًا ما تظهر العلامات السلوكية للتوحد في وقت مبكر، وتظهر الأعراض على العديد من الأطفال في عمر 12 شهرًا إلى 18 شهرًا أو قبل ذلك.
- التوحد يصيب الأطفال بشكل عام، وليس أطفال محددين وهو أكثر شيوعًا بين الأولاد أربع مرات من الفتيات.
- غالبًا ما يكون الأطفال المصابون بالتوحد منغمسين في أنفسهم، ويبدو أنهم موجودون في عالم خاص يكون لديهم فيه قدرة محدودة على التواصل والتفاعل بنجاح مع الآخرين.
- قد يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في تطوير المهارات اللغوية وفهم ما يقوله الآخرون لهم، وغالبًا ما يجدون صعوبة في التواصل غير اللفظي، مثل إيماءات اليد والتواصل البصري وتعبيرات الوجه.
- الأطفال المصابون بالتوحد عادًة لا يريدون أن يلمسهم أحد، ويفضلون اللعب بمفردهم، ولا يحبون تغيير الروتين.
أسباب مشكلة التوحد عند الأطفال
قد يكون سببه جينات معينة، فقد يعاني الطفل المصاب بالتوحد من مشاكل في بنية الدماغ، ففي كثير من الأحيان قد تشمل الأشياء التي قد تسبب التوحد ما يلي:
- التعرض للسموم الموجودة في البيئة قبل الولادة أو بعدها.
- الالتهابات الشديدة مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ التي تؤدي إلى تلف الدماغ.
- مشاكل أثناء الولادة، التهابات قبل الولادة.
- هش- X.
- بيلة الفينيل كيتون (PKU).
- الورم العصبي الليفي.
- التصلب الحدبي.
- مشاكل الكروموسومات.
أعراض الإصابة بالتوحد لدى الأطفال
يشترك الأطفال المصابون بالتوحد في بعض الأعراض، ولكن هناك اختلافات في وقت بدء الأعراض، ومدى شدتها وعدد الأعراض، وما إذا كانت هناك مشكلات أخرى، ويمكن أن تتغير الأعراض وشدتها بمرور الوقت، سنتعرف على الأعراض الأكثر شيوعًا فى مشكلة التوحد عند الأطفال كالتالي:
-
- صعوبات التفاعل الاجتماعي: حيث غالبًا ما يكون الأطفال المصابون بالتوحد غير قادرين علي استخدام الإيماءات مثل الإشارة إلى شيء ما لإعطاء معنى لحديثهم، وغالبًا ما يتجنبون الاتصال بالعين، مما قد يجعلهم يبدون غير مهتمين أو غير منتبهين.
- أعراض السلوك: يقوم بحركات متكررة ، مثل هزّ أو رفرفة الأصابع أو اليدين، وقد يكون شديد الحساسية أو أقل حساسية تجاه أشياء معينة من حوله ، مثل الأضواء أو الأصوات فهم لا يحبون الضجة من حولهم والأصوات المرتفعة او الصياح في وجههم فهى تشتت تفكيرهم أو اللمس ويحبون أن يكون لهم روتينهم الخاص.
أعراض التواصل
تعتبر من أكثر أعراض مشكلة التوحد عند الأطفال انتشارًا، حيث لا يتواصل الطفل المصاب بشكل جيد مع الآخرين، كالتالي:
- يبدأ الطفل في التحدث في سن متأخرة عن الأطفال الآخرين أو لا يتحدث على الإطلاق.
- في كثير من الأحيان، سيقول الأطفال المصابون بالتوحد كلمات ليس لها معنى أو لا تتعلق بالمحادثات التي يجرونها مع الآخرين و يستمروا في تكرارها.
- على سبيل المثال قد يعد الطفل من واحد إلى خمسة بشكل متكرر أثناء محادثة لا تتعلق بالأرقام، أو قد يكرر الطفل بإستمرار الكلمات التي سمعها للتو، وهي حالة تسمى الصدى الصوتي، أو يكرر كلمات سمعها فى وقت سابق.
- كما قد يجيب على إجابة سؤال بطرح السؤال نفسه فمثلًا قد يقول الطفل “هل تريد شيئًا تأكله؟” عندما يطلب أكلًا.
- يتحدث بعض الأطفال المصابين بالتوحد بصوت عالٍ أو يستخدمون كلامًا يشبه كلام الروبوت، والبعض الآخر قد يستخدم العبارات العادية لبدء محادثة فعلى سبيل المثال ، قد يقول الطفل “اسمي كذا” حتى عندما يتحدث مع الأصدقاء أو العائلة.
يمكنك قراءة
عادة سيئة كفيلة بتدمير شخصية طفلك
علاج مشكلة التوحد عند الأطفال
لا يوجد علاج للتوحد، ولا يوجد علاج واحد يناسب الجميع، فالهدف من العلاج هو تعظيم قدرة طفلك على العمل عن طريق الحد من أعراض اضطراب طيف التوحد ودعم التطور والتعلم، فيمكن تحسين التوحد ولكن لا يتم شفاؤه بالكامل حيث يمكننا:
- تحسين مهارات النطق واللغة هو هدف واقعي للعلاج، ويمكن تطوير هذا الهدف من خلال الاهتمام بتطور لغته أو لغتها في وقت مبكر، مثلما يتعلم الأطفال الصغار الزحف قبل المشي.
- يطور الأطفال أولاً مهارات ما قبل اللغة قبل أن يبدأوا في استخدام الكلمات، تشمل هذه المهارات استخدام التواصل البصري، والإيماءات، وحركات الجسم والتقليد، والثرثرة والألفاظ الأخرى لمساعدتهم على التواصل.
- بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا المصابين بالتوحد، فإن التدريب على التواصل يعلم مهارات الكلام واللغة الأساسية، مثل الكلمات والعبارات الفردية، ومثل تعلم إجراء محادثة مع شخص آخر، والتي تتضمن البقاء في الموضوع والتناوب على التحدث.
- قد لا يطور بعض الأطفال المصابين بالتوحد مهارات النطق واللغة مطلقًا، بالنسبة لهؤلاء الأطفال قد يكون الهدف هو تعلم التواصل باستخدام الإيماءات، مثل لغة الإشارة.
- بالنسبة للآخرين، قد يكون الهدف هو التواصل عن طريق نظام رموز تستخدم فيه الصور لنقل الأفكار، ويمكن أن تتراوح أنظمة الرموز من لوحات الصور أو البطاقات إلى الأجهزة الإلكترونية المتطورة التي تعمل على توليد الكلام، وذلك من خلال استخدام الأزرار لتمثيل العناصر.
- في حقيقة الأمر لا يعرف الأطباء كيفية الوقاية من مشكلة التوحد عند الأطفال، لكنهم يعلمون أنه ليس بسبب ما يفعله أحد الوالدين لتربية طفل، ولا يرتبط بلقاحات الطفولة، ويمكن أن تؤدي طريقة علاج مشكلة التوحد عند الأطفال مبكرًا إلى تقليل الأعراض وتعزيز النمو الطبيعي لطفلك، ويمكنه أيضًا تحسين نوعية حياة طفلك.
يستمر الأطفال المصابون بالتوحد في التعلم والتعويض عن تلك المشكلة طوال حياتهم، ولكن سيستمر معظمهم في طلب مستوى معين من الدعم، وقد يشعر العديد من الأطفال المصابين بالتوحد بالإحباط في محاولاتهم للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم واحتياجاتهم، ويظهر هذا من خلال نوبات الغضب أو السلوكيات الأخرى غير اللائقة، لذلك مشكلة التوحد عند الأطفال من الأمراض الصعبة التى تحتاج للصبر والتحمل والكثير من الإهتمام، والتخطيط لفرص طفلك المستقبلية، مثل التوظيف والكلية والوضع المعيشي والاستقلالية والخدمات المطلوبة للدعم، وحفظ الله أطفالنا جميعًا.
يمكنك متابعة الاروبة على الفيس بوك تويتر